إذا كنت تجلس إلى مكتبك الآن، خذ دقيقة من وقتك وانتبه إلى وضعية جسدك. هل هي مريحة؟ والأهم من ذلك هل هي صحية؟ قد تكون هذه الوضعية مريحة لك، ولكن الحقيقة تقول أن هناك العديد من عادات الجلوس يمكن أن تؤدي إلى آثار مَرَضية على المدى البعيد ولا داعي لذكر هبوط مستويات الطاقة وألم الظهر الذي تسببه لك حالياً. أصبح مصطلح بيئة العمل – أو علم تصميم مكان العمل – شائعاً جداً في السنوات الأخيرة خاصةً مع الانتشار الواسع لمكاتب الوقوف المختلفة وتزايد عدد مستخدميها. بحسب تعريف وزارة العمل الأمريكية “بيئة العمل هو علم تصميم مكان العمل ليتلائم مع العامل بدلاً من إرغام العامل على تكييف جسده مع مكان العمل”.
قد لا تدرك مقدار التكيف اللاواعي الذي تقوم به مع مكان العمل، مثل وضعية يديك عند استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح أو رفع الكرسي لتصبح الشاشة على مستوى نظرك أو الانحناء إلى الأمام لترى الشاشة بشكل أوضح. إلا أن كل واحدة من هذه الحركات تعرض صحتك الجسدية للخطر. فقد أظهرت الدراسات أن سوء بيئة العمل يزيد من خطورة الإصابة بمشاكل وأعراض الجهاز الحركي. الأمر مقلق فعلاً خاصةً إذا كنت تقضي ثمان ساعات من يومك وأنت جالس بطريقة غير سليمة، أليس كذلك؟ لحسن الحظ هناك بعض التعديلات التي يمكنك اتباعها فوراً لتنتقل إلى حياة وظيفية أكثر صحة وإنتاجية:
1– الكرسي:
تشير الدراسات أن الجلوس بوضعيات معينة يمكن أن يقلل خطر الإصابة باضطرابات وأعراض الجهاز الحركي. إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في أن كراسي المكاتب الحالية معقدة بالنسبة للمستخدمين وبالتالي لا يستطيعون الاستفادة من مزايا التعديل الموجودة فيها. لهذا من الضروري أن تأخذ وقتك في تعلم كيفية تعديل الكرسي. فيما يلي بعض الخطوات التي تساعدك على الجلوس بطريقة صحيحة:
- عدّل ارتفاع الكرسي إلى أن تأخذ الركبتين شكل زاوية قائمة.
- اترك مسافة إنشين (حوالي 5 سم) بين حافة مقعد الكرسي والجهة الخلفية للركبتين.
- لا تثبت مسند الظهر بل اتركه محرراً ليتحرك بشكل يتماثل مع حركة جسدك عندما تميل إلى الأمام أو الخلف.
- استند إلى ظهر الكرسي وتأكد من أن مسند الظهر يدعم أسفل ظهرك بطريقة مريحة وبذلك تسمح لهذا المسند أن يدعم الجزء العلوي من جسدك.
الخبر السار أن هناك أنواع معينة من الكراسي مزودة بميزة التعديل التلقائي بحسب وزن المستخدم يمكنك اللجوء إليها إذا كانت الخطوات السابقة مربكة بعض الشيء.
2- لوحة المفاتيح:
عادةً ما يميل المستخدمون إلى الانحناء نحو الأمام طوال اليوم بدلاً من القيام بالعكس. هذه الوضعية تسبب وجود فراغ بين ظهرك ومسند الظهر وهي مشكلة أنت المسؤول عنها وليس الكرسي. من الطبيعي إذاً تعديل وضعية لوحة المفاتيح على النحو التالي:
- عادةً ما يكون المكان المثالي للوحة المفاتيح هو منتصف الجسد عند مستوى الخصر بحيث يشكل الكوعين زاوية قائمة.
- حافظ على كتفيك بحالة استرخاء.
- احرص أن يكون رسغيك بوضع مستقيم وراحتيك مرتكزتين على لوحة المفاتيح.
تقريب الفأرة ولوحة المفاتيح منك بدلاً من الانحناء نحوهما سيسمح لك بأن تلقي بثقل جسدك على مسند ظهر الكرسي مما يؤدي إلى زيادة راحتك بشكل عام. إذا كانت لوحة المفاتيح فوق المكتب، يمكنك الاستعانة بدعامة لراحتيك توضع أمام لوحة المفاتيح أثناء الطباعة. من الضروري أيضاً عدم استعمال الدعائم الصغيرة الموجودة أسفل لوحة المفاتيح والتي ترفع جهة واحدة من قاعدتها كي لا تضطر إلى ثني رسغيك نحو الأعلى لأن الهدف هو الحفاظ على الرسغين بوضع مستقيم.
3- الفأرة:
قد تستغرب من ذلك ولكن حتى طريقة إمساكك للفأرة لها تأثير على راحتك وزيادة خطر الإصابة. يمكن لأشكال الفأرة التقليدية أن تزيد الجهد على المعصم وتسبب الإنحناء الجانبي للرسغين (أي الانحراف نحو اليمين أو اليسار). مع الوقت تؤدي هذه الوضعيات إلى زيادة ضغط السوائل داخل النفق الرسغي وبالتالي زيادة خطر الإصابة. لتفادي ذلك من الأفضل القيام بما يلي:
- وضع الفأرة بالقرب من لوحة المفاتيح لتقليل المسافة بينهما.
- تجنب الضغط على المعصم عن طريق الإمساك الخاطئ للفأرة.
- وضع الكف على سطح الفأرة واستخدام الذراع بأكمله لتحريكها.
- إن أمكن، استخدام فأرة تحتوي على دعامة مدمجة لراحة اليد لتجنب الحاجة إلى وضع المعصم على المكتب وبالتالي المحافظة عليه بوضع مستقيم.
4- الشاشة:
أحد الأسباب الذي يدفعنا للانحناء نحو الأمام هو ارتفاع الشاشة ومكانها غير الملائم. للحفاظ على وضعية سليمة ومريحة يجب أن تكون الشاشة:
-
-
-
- بعيدة عنك بمسافة ذراع على الأقل.
- على مستوى نظرك.
- مائلة قليلاً إلى الخلف بحيث يتعامد نظرك الطبيعي نحو الأسفل مع سطح الشاشة.
-
-
5ـ الإضاءة:
يُعتبر مصباح المكتب من الأساسيات عند قراءة المستندات الورقية لأنه يساعد على الحد من التوهج ويقي من متلازمة النظر للحاسب التي تسبب إجهاد العين وإرهاقها وجفافها، كما تسبب حساسية الضوء وتشوش الرؤية والصداع وأعراض أخرى. لذلك يستحسن استخدام مصباح مكتبي بذراع تستطيع التحكم به بدلاً من المصباح الذي يعطي إنارة محيطية. يتيح المصباح المكتبي ذو الذراع للمستخدمين تعديل درجة الإضاءة حسب متطلباتهم الشخصية، وهو يساعد في تحسين الراحة البصرية ويقلل من استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 40%.
احرص على وضع المصباح على الجانب المعاكس ليدك التي تكتب بها وسلطه على المستندات الورقية بعيداً عن شاشة الحاسب لتقليل التوهج.
للحصول على مزيد من الفائدة ننصحك بما يلي:
- شراء مكتب وقوف: والتمتع بالمزايا التي يقدمها هذا المنتج بالإضافة إلى فوائده الكثيرة التي ستنعكس مباشرة على صحتك. حيث أظهرت البيانات بما لا يدع مجالاً للشك أن الوقوف المتقطع يزيد الإنتاجية من خلال تقليص وقت الاستراحة في العمل، وبالتالي أخذ فترات استراحة أقل وأقصر أثناء اليوم.
- أخذ فترات استراحة منتظمة: إذا لم يتوفر لديك مكتب وقوف، من المهم أن تأخذ فترات استراحة بانتظام أثناء العمل. يفضل أخذ استراحة لخمس دقائق على الأقل كل ساعة لتريح جسدك من التوتر المتواصل. قد تظن أن أخذ فترات استراحة كثيرة يعني إنجاز عمل أقل، لكن هذا غير صحيح. فقد أظهرت الدراسات أن الابتعاد عن أداء مهمة ما حتى ولو لفترة بسيطة من شأنه تحسين التركيز على تلك المهمة بشكل كبير ولفترات أطول.
في النهاية، تعرفنا على العديد من المشاكل الصحية ترتبط بسوء بيئة العمل: مثل ألم أسفل الظهر الذي يسببه الجلوس الطويل بوضعيات خاطئة، ومتلازمة النفق الرسغي جراء الوضعيات المجهدة والحركة المتكررة أثناء استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح، وألم الرقبة والكتفين بسبب مكان الشاشة. ولا تنسى أن الانزعاج والألم في العمل سيقلل الإنتاجية ويؤدي إلى انخفاض الرضا الوظيفي. ستكون أدوات زيادة الانتاجية في بيئة العمل مع تطبيق أفضل الممارسات استثماراً ناجعاً للارتقاء بتجربتك المكتبية، ولهذه الأسباب نسعى في أوفيس ستيشن أن نرتقي بتجربة المستخدم على المكتب عن طريق تقديم أفضل الحلول والنصائح التي تساعد في بناء هذه الثقافة. نرحب بك لتكون هذه النصائح التي نحن في صدد بنائها وتسهيلها بين يديك فور صدورها، كما يمكنك معرفة كل ما يخص التجهيزات المكتبية عن طريق زيارة مدونتنا أو متابعتنا على شبكات التواصل الاجتماعي.