قصة البداية: لماذا بدأنا Office Station؟

في عام 2020، ومع دخول العالم في حالة من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، انقلبت حياتنا رأسًا على عقب. كموظف يعمل من المكتب، لم أكن أتصور أنني سأقضي أيامًا طويلة أمام شاشة الحاسوب في غرفة صغيرة في المنزل، أحاول التوفيق بين العمل والحياة الأسرية في مساحة محدودة.

الشركة التي كنت أعمل بها قدمت لنا ميزانية لتحسين مساحات العمل المنزلية. شعرت أن هذه فرصة ممتازة للترقية. قررت شراء كرسي فاخر كنت أراه دائمًا في توصيات الإنترنت، معتقدًا أن هذا الكرسي سيكون الحل السحري الذي سيغير من تجربتي تمامًا.

لكن المفاجأة؟ لم يكن الكرسي مريحًا كما توقعت. كنت أقضي ساعات طويلة أتنقل بين وضعيات الجلوس، محاولًا العثور على راحة مفقودة. بعد بضعة أشهر، بدأت أعاني من آلام الظهر، رغم استثماري الكبير في هذا المنتج الذي كان يُفترض أن يكون الأفضل.

لم يتوقف الأمر هنا. مع مرور الوقت، وجدت أن مكاني المنزلي لا يعكس أي إحساس بالراحة أو الإنتاجية. بدأت أبحث عن حلول إضافية لتحسين مكتبي المنزلي، قررت أن أجرب مرة أخرى وأستثمر في مكتب وقوف وشاشات جديدة وأجهزة أخرى تساعدني في العمل. النتيجة؟ صرفت أكثر من 15 ألف ريال سعودي.

لكن هنا ظهرت مشكلة جديدة:
• الأسعار مبالغ فيها: وجدت أن العديد من المنتجات التي أحتاجها تكلفتها مرتفعة جدًا مقارنة بالسوق العالمي.

• صعوبة الشحن: الشحن كان يأخذ أسابيع طويلة، وفي بعض الأحيان كنت أستلم منتجات لا ترقى للمستوى المتوقع.

• جودة متذبذبة: بعض المنتجات لم تصمد طويلًا أو كانت غير عملية للاستخدام اليومي.
ومع كل هذا الجهد والمال الذي بذلته، بدأت أشعر أنني لا أحقق ما أطمح إليه.

الصدمة الكبرى: تحسين المكتب ليس مجرد منتجات

بينما كنت أبحث وأقرأ عن أفضل الحلول لتحسين بيئة العمل، اكتشفت حقيقة غيرت طريقة تفكيري تمامًا: تحسين المكتب لا يعتمد فقط على شراء المنتجات، بل على ثقافة العمل والعادات التي نمارسها يوميًا.

بدأت أُغير في أسلوب عملي تدريجيًا. كنت أخصص وقتًا للوقوف خلال الاجتماعات، وأحيانًا آخذ مكالمات العمل أثناء المشي حول المبنى. بدأت أشارك هذه العادات الجديدة مع زملائي، وكنت ألاحظ التحسن في راحتي وإنتاجيتي.

إحدى اللحظات التي أثرت فيّ بشكل كبير كانت تجربة إحدى عميلاتي لاحقًا، عبير، التي قالت:

“المنتج ممتاز جدًا وجودته رائعة. لم أواجه أي مشاكل في استخدامه، وسطح المكتب مثالي وسهل التنظيف. أستطيع القول إنني راضية تمامًا عن التجربة وأعطيها 10/10.”

تعليقها ذكرني برحلتي الشخصية: كيف يمكن للتغييرات الصغيرة في المكتب أن تُحدث فرقًا كبيرًا في الإنتاجية والراحة.

الخطوة التالية: تحويل الفكرة إلى مشروع

أدركت أن هناك فجوة كبيرة في السوق المحلي. لم يكن هناك متجر متخصص يلبي احتياجات المحترفين والمستقلين الذين يعملون من المنزل أو في المكاتب المشتركة. كانت المنتجات المتوفرة إما باهظة الثمن أو بجودة منخفضة، والشحن يستغرق وقتًا طويلًا.

كان الحل واضحًا بالنسبة لي: إنشاء متجر متخصص يقدم حلولًا متكاملة لتحسين بيئة العمل، بأسعار معقولة وبجودة عالية. وهنا وُلدت فكرة Office Station.

بدأت المشروع برؤية واضحة: أن أكون مصدرًا موثوقًا للمنتجات المكتبية التي تُعزز الإنتاجية وتدعم راحة العملاء. أردت أن أقدم شيئًا مختلفًا عن مجرد متجر يبيع منتجات. كنت أطمح إلى بناء مجتمع يشارك الثقافة الصحيحة للعمل ويُحدث تغييرًا إيجابيًا في حياة الناس.

من هنا بدأت رحلتي مع Office Station. لم يكن الأمر مجرد مشروع تجاري، بل كان رسالة تهدف إلى تحسين حياة العاملين.

الخاتمة

اليوم، بعد كل هذه التحديات، أستطيع القول إنني فخور بما وصلت إليه. Office Station ليس فقط متجرًا للمنتجات المكتبية، بل هو مساحة تجمع بين الجودة والقيمة والرسالة.

إذا كنت مثل عبير، تبحث عن تجربة عمل أفضل وأكثر راحة، فأنا أدعوك لاكتشاف منتجاتنا والمشاركة في رحلتنا.
في المقال القادم، سأشارك كيف تغلبنا على التحديات التي واجهتنا أثناء تطوير الفكرة إلى مشروع، وكيف واجهنا السوق المحلي.