يوماً بعد يوم نزداد يقيناً بأن الجلوس الطويل يشكل خطراً على الصحة، خاصةً مع تصاعد وتيرة التحذيرات التي يطلقها الخبراء والتي وصلت إلى حد اعتبار أن خطر الجلوس يعادل خطر الإدمان! قد يبدو ذلك مبالغاً به ولكنه تحذير يجب أخذه على محمل الجد والمباشرة على الفور بتغيير أسلوب حياتنا الوظيفية. قد يتبادر إلى ذهنك أن القيام بتمارين رياضية شاقة بضعة مرات في الأسبوع يكفي للتعويض عن الوقت الذي تقضيه جالساً لساعات طويلة أمام مكتبك. لكن في الواقع يتحتم عليك أن تكون نشيطاً حتى أثناء جلوسك خلال النهار لتكون قادراً على مواجهة الضرر الذي يمكن أن تسببه ساعات الجلوس الطويلة على صحتك.
في هذا المقال سنقدم بعض التقنيات الرائعة والنصائح البسيطة لمساعدتك على البقاء في حالة نشاط أثناء الجلوس إلى مكتبك. لذلك، تابع معنا لتتعرف على أهمية الحركة أثناء العمل وما هي فوائدها المنعكسة على الصحة، بالإضافة إلى سبع طرق فعالة للمحافظة على النشاط أثناء العمل المكتبي.
-
حذار من الخمول!
تم تصنيف الخمول البدني بأنه رابع مسبب للوفاة في العصر الحديث متفوقاً بذلك على البدانة وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية. ما يثير الهلع بهذا الشأن هو سهولة إصابتنا به دون أن ننتبه. الكثير منا يقضون ما بين 8 – 10 ساعات يومياً جالسين إلى مكاتبهم، بينما يقضي البعض ما يصل إلى 19 ساعة أمام الحاسوب! بعد ذلك نتوجه عائدين إلى منازلنا بواسطة السيارة أو المواصلات العامة لنجلس فوراً إلى مائدة الطعام، ثم ينتهي بنا الأمر مستلقين بكسل على الأريكة. كل هذا الجلوس وقلة النشاط البدني يحدث دون وعي.
-
هل تمارس “الجلوس النشيط”؟
قد تظن أنك أديت ما عليك من نشاط بدني لأنك بدأت نهارك بالتمرين المكثف، لكن أدعوك لإعادة التفكير في ذلك. من المؤكد أن التمارين المكثفة ممتازة للصحة، لكن يجب أن تتذكر أن تحافظ على نشاطك عندما تكون على مكتبك. فقد اكتشفت العالمة كاثي بومان ظهور فئة جديدة من الأشخاص في وقتنا الحالي يمارسون “الجلوس النشيط”. يقوم هؤلاء بالجلوس طوال اليوم ولكنهم يمارسون ساعة من التمارين الشاقة متوقعين أن ذلك سيعوض أيام الجلوس الطويل.
-
التأثيرات السلبية للجلوس طوال اليوم
أجسادنا مصممة لتتحرك بانتظام وأن تحافظ على نشاط دائم. إهمال هذه الناحية سيعرض صحتك لخطر الأمراض التالية:
- مشاكل هضمية.
- آلام الظهر والوركين.
- وضعية جسد غير صحية.
- أمراض الساقين مثل ضعف العظام والدوالي.
- ارتفاع مستويات الإجهاد.
- انخفاض الطاقة والإنتاجية.
- زيادة خطر تسبب الأحماض الدهنية بانسداد القلب نتيجة تباطؤ تدفق الدم وعدم قدرة العضلات على حرق ما يكفي من الدهون.
- تتأثر قدرة جسدك في التعامل مع السكر بمقدار النشاط البدني الذي تمارسه، وهذا ينعكس على البنكرياس الذي يفرز المزيد من الأنسولين بسبب قلة الحركة مما يؤدي إلى الإصابة بداء السكري.
- يسود اعتقاد أن الأشخاص قليلو الحركة أكثر عرضة لأمراض السرطان المختلفة، ذلك لأن مضادات الأكسدة في الجسم لا تحصل على ما يكفي من التحفيز الناتج عن الحركة. ومن المعروف أن مضادات الأكسدة هذه تستهدف الشوارد الحرة التي يُحتمل أن تسبب السرطان.
-
فوائد الحركة على الحالة الذهنية
ما الذي ستحققه عندما تبدأ بالتحرك أكثر والابتعاد عن مكتبك لفترات منتظمة؟ لن تشعر بفوائد الحركة على صحتك الجسدية وحسب، بل ستتأثر طاقتك وطريقة تفكيرك أيضاً. من المعروف حصول ارتفاع كبير بمستوى الإنتاجية عندما يمارس الموظفون النشاط البدني أثناء العمل. إذا أحسست بالتثاقل أو النعاس، قم ببعض حركات التمدد وأنت على مكتبك وصحح وضعية جلوسك، أو اترك المكتب وتحرك قليلاً ثم ارجع بكل حيوية واستعداد للتعامل مع المهام.
سبع طرق فعالة للحفاظ على النشاط أثناء العمل المكتبي
1- استخدام مكتب الوقوف
القيام بالعمل واقفاً يؤدي إلى تحسين وضعية جسدك وزيادة تدفق الدورة الدموية وبالتالي الحد من تأثيرات الجلوس السلبية ككل. يمكن لساعات قليلة من الوقوف المتقطع يومياً أن تنعكس إيجابياً على صحتك، لذلك من المهم أن يكون مكتب وقوف قابل للتعديل بحيث يمكنك تعديل ارتفاعه ما بين وقوف وجلوس
2- الاستعانة بالمؤقت
اضبط المؤقت ليذكرك بالقيام بأي نشاط بدني خلال اليوم. عندما ينطلق جرس المؤقت، انهض وامشي في أرجاء المكتب أو مارس بعض تمارين التمدد السريعة لتريح عضلات ظهرك.
3- نقل الاجتماعات إلى الخارج
جرب القيام بالمهام المكتبية بطريقة تسمح لك بالحركة. مثلاً، ابتعد عن عقد الاجتماعات في الغرف المغلقة وانقلها إلى الخارج أو قم باتصالات العمل الهاتفية أثناء المشي حول المبنى.
4- الجلوس على كرة التمرين
يمكن لهذا الفعل أن يثير دهشة زملائك، إلا أن القيام بالعمل أثناء الجلوس على كرة التمرين سيساعدك على تمرين جسدك تلقائياً. استخدام كرة التمرين بدلاً من كرسي المكتب التقليدي سوف يؤثر على مركز الجسد (عضلات البطن والظهر) مما يساعد في الحفاظ على وضعية جلوس صحية.
5- ممارسة تمارين التمدد أثناء الجلوس
لن يلحظ أحد أنك تقوم ببعض تمارين التمدد الاعتيادية لبضعة مرات يومياً وأنت جالس إلى مكتبك. يمكنك القيام بتمارين بسيطة أثناء العمل مثل رفع الكتفين وشد الرقبة ورفع الساقين. أضف إلى ذلك أنه يمكنك الاستعانة بكرسي المكتب للقيام بهذه التمارين!
6- تمرين رفع الساقين باستخدام الأوزان
تعد هذه الطريقة من الطرق الخفية والسهلة للحركة في المكتب. يساعدك هذا التمرين السري على تحريك ساقيك دون الحاجة لترك المكتب خاصةً إذا كان مديرك ممتعض من كثرة حركتك. ثبت الأوزان على ساقيك ومارس بعض تمارين الرفع تحت المكتب كل ساعة.
7- استغلال استراحة الغداء لممارسة الرياضة في أقرب نادي رياضي
سوف تشعر بفرق واضح في مستويات الإنتاجية والسعادة لديك إذا تمكنت من التمرين لمدة 30 -40 دقيقة فقط. سوف يساعدك التمرين في وقت الغداء على إعادة شحن طاقتك والبقاء في حالة تيقظ طوال فترة بعد الظهر. فقد أظهرت دراسة أجريت في الكلية الأمريكية للطب الرياضي ارتفاع مستوى الإنتاجية بمعدل 15% عند الأشخاص الذين يمارسون التمارين لمدة 30-60 دقيقة في وقت الغداء. كما أفاد 60% من الموظفين بتحسن ملحوظ فيما يتعلق بالأداء العقلي وإدارة الوقت والقدرة على تسليم العمل في الوقت المحدد في الأيام التي يمارسون فيها التمارين الرياضية.
أخيراً، لنعمل معاً على نشر ثقافة الحركة في مكان العمل. تحرك أكثر أثناء اليوم وستحصد ما لايعد ولا يحصى من الفوائد: مثل اختفاء الشعور بالتثاقل والنعاس أثناء العمل، وتجنب الإحساس بالألم والإنزعاج نتيجة الجلوس الطويل وراء المكتب، بالإضافة إلى تفادي الجلوس بوضعيات خاطئة والتعرض لتأثيراتها السلبية على الصحة. مشاغل العمل قد تقف حائلاً أمام تحقيق الأهداف الصحية، لكن عليك أن تنتبه لكل ما يؤثر سلباً عليك وأن تخصص الوقت الكافي خلال يومك لتحقيق التوازن بينهما وتشعر بالفرق. نأمل أن تحقق الاستفادة القصوى من جميع النصائح التي طرحناها بين يديك، ونرحب بزيارتك لموقعنا أو متابعتنا على شبكات التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد من المعلومات القيمة الخاصة بتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم التجهيزات المكتبية.